شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب صوم رمضان احتسابا من الإيمان
قال -رحمه الله تعالى- باب: صوم رمضان احتسابا من الإيمان. حدثنا ابن سلام اسم> قال: أخبرنا محمد بن فضيل اسم> قال: حدثنا يحيى بن سعيد اسم> عن أبي سلمة اسم> عن أبي هريرة اسم> -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه متن_ح> رسم> .
(معلوم أن صيام رمضان) فريضة وركن من أركان الإسلام، وأن المسلمين يتقربون إلى الله تعالى بصيامه كله ولا يفطرون منه. ومن أفطر منه ولو يوما واحدا فإنه يقضيه إذا أفطر لعذر. ومن أفطر لغير عذر فإنه يعتبر مفرطا ويعتبر مذنبا ذنبا كثيرا. ومع ذلك فإنه يؤجر على هذا الصيام ويثاب؛ فيكون سببا في مغفرة ما تقدم من ذنبه. إذا كان مصدقا بأنه من الله وأن الله الذي فرضه وأمر به، ومصدقا بأنه عبادة وقربة يتطوع بها لله سبحانه وتعالى، ومحتسبا الأجر طالبا الأجر من الله رسم> غفر له ما تقدم من ذنبه متن_ح> رسم>.
فهذه ثلاثة أسباب في رمضان يغفر الله تعالى بها للعبد ما تقدم من ذنبه؛ الأولى: قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، والثانية: قيام ليالي رمضان إيمانا واحتسابا، والثالثة: صيام رمضان إيمانا واحتسابا.
أي: كلها من الأسباب التي يغفر الله تعالى بها سيئات العبد. وهذه المغفرة قيل: إنها تعم كبائر الذنوب، وقيل: إنها تختص بالصغائر.
جاء في حديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر متن_ح> رسم> فجعل تكفيرها بشرط اجتناب الكبائر.
فأما إذا اقترف العبد الكبائر، فالكبائر تحتاج إلى توبة؛ فمن قد اقترفها فلا بد من التوبة.
كذلك أيضا لا بد من ترك الذنوب؛ لأنه إذا أصر عليها فإنها تكون من الكبائر ولو كانت من مقدمات الذنوب. فلا بد من التوبة التي هي ترك الإصرار عليها والتباعد عنها.
مسألة>